مطرح النفايات بفاس .. أزبال « تضيء » الشوارع وتصالح البيئة

//مطرح النفايات بفاس .. أزبال « تضيء » الشوارع وتصالح البيئة

مطرح النفايات بفاس .. أزبال « تضيء » الشوارع وتصالح البيئة

رشيد الكويرتي من فاس

17-يوليوز-2017 03:00
يعتبر مركز معالجة النفايات الصلبة، المنزلية والصناعية، بمدينة فاس، من المشاريع الطموحة لتدبير مطارح النفايات على الصعيد الوطني، نظرا لكونه أول مطرح مراقب يثمن النفايات يتم إحداثه بالمغرب، وذلك سنة 2004، بفضل شراكة بين جماعة فاس وشركة من القطاع الخاص، مغربية أمريكية، تولت تدبير هذا المطرح بموجب عقدة مدتها تصل، لفترة أولى، إلى 10 سنوات، ولفترة ثانية تمتد على مدى 20 عاما.

مطرح يثمن النفايات

أحدث المطرح المراقب للنفايات بفاس، والذي يوجد موقعه في النفوذ الترابي للجماعة القروية عين بيضة، بموجب اتفاقية يعود تاريخها إلى سنة 1999، موقعة بين المجلس الحضري لفاس، الذي كان يقوده آنذاك الاتحادي بابا فيلالي، ومجموعة من الشركات المغربية الأمريكية (سادات الدولية).

وتم إنجاز هذا المطرح المراقب للنفايات، الذي دخل إلى حيز العمل انطلاقا من سنة 2004، على مساحة تناهز 110 هكتارات، وتم تسييجه وتوفير البنية التحتية اللازمة لاستقباله نفايات مدينة فاس التي تناهز كميتها حاليا حوالي 800 طن يوميا.

وحددت مهمة المطرح المراقب، حسب موضوع العقدة المبرمة بين الشركة والجماعة الحضرية لفاس، والذي بلغت كلفة إنجازه حوالي 10 ملايير سنتيم، في استقبال ودفن النفايات، باستثناء النفايات الطبية والسامة، وتثمين البيوغاز المستخرج منها لإنتاج الكهرباء، فضلا عن تجميع العصارة (ليكسيفيا) وتدبيرها.

 

 

الأزبال تنير شوارع فاس

تعد مدينة فاس أول مدينة في المغرب وإفريقيا تستفيد من الطاقة الكهربائية انطلاقا من معالجة النفايات المنزلية، وذلك بفضل مشروع أنجز لهذا الغرض بمركز معالجة النفايات بفاس (مطرح مدينة فاس)، وهو المشروع الذي انطلقت التجارب الخاصة به سنة 2010، قبل أن يرى النور على أرض الواقع منتصف سنة 2015، إذ شرعت فاس في

توفير ربع استهلاك إنارة شوارعها من الكهرباء انطلاقا من تثمين مادة البيوغاز المنبعثة من النفايات المتجمعة بهذا المطرح.

 

 

لحسن القاسمي، المدير المساعد للشركة المسؤولة عن معالجة النفايات بمطرح مدينة فاس، قال في حديث مع هسبريس لدى زيارتها إلى موقع المشروع إن هذه التجربة الرائدة تشرف عليها بالكامل كفاءات مغربية اكتسبت الخبرة في هذا المجال، مبرزا أن محطة إنتاج الكهرباء انطلاقا من مادة البيوغاز المستخلصة من النفايات التي يتم دفنها بالمطرح، والتي تناهز كميتها 800 طن يوميا، توفر ربع استهلاك إنارة شوارع المدينة من الطاقة الكهربائية.

وأبرز المتحدث ذاته أن المركز يتوفر حاليا على وحدة إنتاجية بطاقة تناهز واحد ميكاواط في الساعة، موردا أن الشركة تطمح إلى الرفع من هذه الإنتاجية في المستقبل لتصل إلى خمسة ميكاواط في الساعة، وذلك بتثبيت أربع وحادت أخرى، « وهو ما سيمكن من تحقيق فائض عن احتياجات مدينة فاس من الطاقة الكهربائية الضرورية لإنارة شوارعها »، على حد قوله.

 

طاقة نظيفة وصديقة للبيئة

من جانبه قال محمد بوقجة، التقني المسؤول عن وحدة إنتاج الطاقة الكهربائية بمركز معالجة النفايات لمدينة فاس، إنه يتم، في المرحلة الأولى، امتصاص مادة البيوغاز الملوثة للطبيعة انطلاقا من النفايات عبر أنابيب خاصة، قبل حرق هذه الغازات لتوليد الطاقة الكهربائية.

وأبرز التقني ذاته، في توضيحاته لهسبريس، أن التكنولوجيا المعتمدة في إنتاج الكهرباء انطلاقا من البيوغاز جد متطورة، وتم اعتمادها في هذا المشروع لأول مرة في المغرب، كاشفا أنها مزودة بنظام معلوماتي يمكن من تأمينها وحمايتها ورصد جميع المعطيات المتعلقة بإنتاج الطاقة الكهربائية بالمحطة، فضلا عن أنه يمكن التحكم فيها عن بعد بفضل ارتباطها بشكة الإنترنيت.

وأوضح المتحدث ذاته أن هذه التكنولوجيا تعد من أنجع الوسائل لإنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة، ولمواجهة انبعاث الغازات المضرة بالبيئة انطلاقا من النفايات، مبرزا أنه يتم، حاليا، حرق الفائض من البيوغاز داخل وحدة الإنتاج حفاظا على الهواء من التلوث.

مشروع لمعالجة « ليكسيفيا »

إلى جانب مشروع إنتاج الطاقة الكهربائية انطلاقا من النفايات بمطرح مدينة فاس، ينكب شركاء المطرح على مواجهة مشكل عصارة النفايات، المعروفة بـ »ليكسيفيا »، التي تنبعث من أحواض تجمعها داخل المطرح روائح كريهة يصل مداها إلى عدد من أحياء مدينة فاس، مثل أحياء النرجس ومونفلوري والقدس وعوينات الحجاج، فضلا عن « ضربها » للمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس ولمنطقة فاس شور.

وتشير لوحة منصوبة داخل هذا المطرح إلى انطلاق التجارب الخاصة بمعالجة هذه المادة السائلة، ذات اللون الأسود الداكن، والتي يتم تجميعها في أحواض كبيرة أسفل مكان التخلص من النفايات. ويراهن الخبراء على نجاح نتائج هذه التجارب من أجل تنفيذ المشروع على أرض الواقع، في أفق تحويل هذه العصارة النتنة إلى مياه « نقية » يمكن استغلالها في سقي المزروعات الفلاحية.

2018-03-30T13:20:13+01:00